سبق ان تحدثنا على الوضعية الصعبة للشركة العامة للمقاولات والمعدات والأشغال سومترا (المنشأة العمومية العريقة تحت اشراف وزارة التجهيز) في مناسبات عديدة خلال الأشهر الماضية، وسبق أن رفعنا شكايات ضد مسؤولين فيها بسبب الفساد وسوء التصرف الذي كلف الشركة خسائر بملايين الدينارات. وسبق أن دعونا الى ابعاد بعض المسؤولين عن المهام التي يتولونها وخاصة مسؤول ادارة الموارد البشرية اين اخ وزير التجهيز الاسبق محمد صالح العرفاوي الذي فرضه على الشركة وواصل التحكم في الشركة عن طريقه بعد مغادرته الوزارة.
الرئيس المدير العام الحالي للشركة السيد طارق السعيدي وصل الى هذه القناعة وقام بنقلة السيد سفيان العرفاوي للاشراف على إدارة الجودة عوضا عن إدارة الموارد البشرية ضمن خمس (5) مقررات لتكليف مديرين أصدرها بتاريخ 9 جويلية الماضي.
سفيان العرفاوي المستقوي بالنقابات وبالجهات النافذة التي يرتبط بها عمه الوزير السابق رفض تنفيذ المقرر وامتنع عن تمرير ملفاته إلى خلفه، مهددا اياه ومسؤولين آخرين بانه سيعود الى منصبه بعد الإطاحة بالرئيس المدير العام طارق السعيدي. كما قام بغلق مكتبه معطلا سير العمل. ولم يباشر العمل لمدة فاقت الاسبوع. مما اضطر الإدارة العامة للشركة لاستدعاء عدل تنفيذ لمعاينة عملية فتح المكتب، إضافة الى توثيق غياب المعني عن موقع العمل. كما أذنت الإدارة العامة حسب المعطيات التي بلغتنا بإجراء عملية تدقيق شاملة لإدارة الموارد البشرية في فترة تولي سفيان العرفاوي.
وبالتوازي مع ذلك حصلت تدخلات وضغوطات كبرى من طرف مسؤولين نقابيين على رأسهم منعم عميرة عضو المكتب التنفيذي ومحمد الشريف الكاتب العام للجامعة العامة للأشغال العمومية والإسكان على وزير التجهيز والإسكان كمال الدوخ ومدير ديوانه من أجل فرض الغاء مقرر نقل سفيان العرفاوي لخطة اخرى. حيث تنقل عميرة لمقابلة الوزير صباح الاثنين 12 جويلية على الساعة السابعة صباحا لممارسة كل أنواع الضغوطات.
ويبدو أن الضغط النقابي وضغط اللوبيات أثمر. حيث بلغنا اعتزام الوزير كمال الدوخ إعفاء الرئيس المدير العام طارق السعيدي وتعيين السيد مراد الحمروني المتصرف الممثل للدولة بمجلس إدارة الشركة للتسيير الوقتي للمنشأة في انتظار تعيين رئيس مدير عام على مقاس الاتحاد. ويا خيبة المسعى.
طغيان الطرف النقابي والضعف غير المسبوق لوزير الاشراف دفع في المدة الماضية 5 رؤساء مديرين عامين لمنشآت ومؤسسات عمومية تحت إشراف وزارة التجهيز واالإسكان لتقديم مطالب لإعفائهم من مهامهم. ومازال النزيف متواصلا.
مرصد رقابة الذي يتابع وضع سومترا وبقية المنشآت العمومية لا يبقى مكتوف الأيدي أمام هذه الوضعية الكارثية. وسيحمل الوزير كمال الدوخ مسؤولية أي قرار فيه رضوخ لارادة الطرف النقابي ولوبيات الفساد واضرار بالادارة وتهاون في الدفاع عن المسؤولين تحت اشرافه الذين يطبقون القانون.
وردا على عملية الاستقواء على الادارة وعلى القانون التي قام بها مدير الموارد البشرية السابق بالشركة سفيان العرفاوي، فسيقوم مرصد رقابة بنشر تقرير التفقدية العامة لوزارة التجهيز منذ شهر جويلية 2020 الذي تضمن التجاوزات والاخلالات التي تم تسجيلها بخصوص ذلك الشخص، واحالته للجهات المعنية. علما أن الوزارة تسترت على التقرير المذكور وامتنعت عن احالته الى الادارة العامة لسومترا بالنظر لان توصيات التقرير تضمنت ضرورة "القيام بحركة داخل المنشأة قصد إضفاء مزيد من النجاعة والمرونة في تسيير مختلف المصالح مع التأكيد على نقلة مدير الموارد البشرية".
كمال الدوخ وزير التجهيز يجب أن يفهم أن استكانته للوبيات الفساد ومن يحميهم من نقابيين ستقضي على أي مستقبل سياسي له وأنه سيتحمل مسؤوليته أمام الرأي العام وأمام القضاء في صورة الاضرار بمصالح الادارة والتستر على التجاوزات الخطيرة للقانون.
الاطلاع على بعض مقالاتنا السابقة:
https://tinyurl.com/24ex9pdx
https://tinyurl.com/hchdfvm5